من هم هوامير البورصة و كيف يعملون؟
من منا لم يسمع بمصطلح “هوامير البورصة” أو “هوامير البورصة المفتوحة” في اخر عقدين من الزمن, كذلك يعرفون بـ “هوامير الاسهم” و “حيتان البورصة” يتحدث عنهم بإستمرار كل من له علاقة بالتداول و البورصات و الاستثمار, سواء وجه لوجه عندما تكون مع أحد أصدقائك محبي الإقتصاد, أو عند تصفحك الأخبار, أو مواقع التواصل الاجتماعي.
يعرف سوق الفوركس، أنه سوق يعمل على مدار 24 ساعة بين يوم الأحد و الجمعة. كما أنه ليس لسوق الفوركس موقع مركزي واحد للتشغيل. و يعتبر تداول الفوركس (FX) بحد ذاته علاقة مباشرة مع السوق لأي مشارك، لكن التفاعل العام بين مختلف اللاعبين يعمل على تشكيل علاقة معقدة تقوم بتحريك السوق و تحديد ميوله.
كما ترون، ينقسم سوق الفوركس إلى عدد كبير من اللاعبين بأحجام مختلفة منهم هوامير البورصة.. و باقي الأفراد. سوف يبحث هذا المقال في نوع رئيسي من المشغلين في البورصات العالمية، و هم صناع السوق (هوامير البورصة المفتوحة). أنهم يلعبون دوراً هاما في أسعار العملات الأجنبية. لفهم أفضل كيف يتلاءم هوامير البورصة المفتوحة مع الصورة العامة للسوق، نحتاج إلى إلقاء نظرة سريعة على السوق ككل.
من هم هوامير البورصة المفتوحة؟
يُعرف هوامير البورصة المفتوحة بأسم “صنّاع السوق” و يشمل كل من لديهم أكبر تأثير على الأسواق المالية و هم:البنوك المركزية و البنوك الكبرى, المستثمرين الكبار, سواء أفراد مؤسسات ضخمة ذات رؤوس أموال و محافظ استثمارية كبيرة جداً ذات حصة ضخمة في السوق.
يمكن لسوق الفوركس أو سوق الأسهم أن يتطرأ الى تحركات ضخمة و مفاجئة نتيجة لقرارات أو عمليات تداول ضخمة بين هوامير الاسهم (هوامير البورصة المفتوحة) سواء عمليات بيع أو شراء مكثفة لأحد الأصول.
لتكون دائماً على استعداد تام لتحركات مفاجئة كهذه في السوق نتيجة قرارات هوامير البورصة في تحريك الأسعار و تحقيق مصالحهم الشخصية, تابع قراءة المقال لتتعرف على أفضل استراتيجيات التداول للتحوط من ذلك أو التداول معاه.
هوامير البورصة المفتوحة و هيكلة السوق
في الجزء العلوي من الشجرة يجلس سوق الفوركس بين البنوك. و يضم المعاملات التي تتم بين البنوك الكبرى. طريقة واحدة لوصف ذلك هو المستوى الإجمالي الذي يتم فيه تبادل العملات. و من هنا يمكننا أن نرى الدور الأساسي الذي يلعبه هوامير البورصة المفتوحة في الفوركس.
كل بنك لديهم هوامير لكل زوج عملات رئيسي. و هي توفر أسعاراً يلتزم بها البنك بشراء و بيع العملات من أقرانه في سوق ما بين البنوك. على الرغم من أن هذه الأسعار مخصصة لسوق ما بين البنوك، فإنها تتخلل فعلياً طريقها إلى جانب التجزئة في السوق، كما سنناقش لاحقاً. لذلك، يمكننا القول أن المؤسسات التي تشكل سوق ما بين البنوك هم هوامير البورصة (صانعي السوق) الأساسيين في سوق العملات الأجنبية.
إذن ماذا يفعل هوامير البورصة المفتوحة؟
الاسم واضح إلى حد كبير. كما ذكرنا سابقاً ان هوامير البورصة هم نفسهم صنّاع السوق خيث يقومون بإقتباس أسعار ذات الاتجاهين في زوج عملات معين، مما يجعل من ذلك سوقاً. يقوم هوامير البورصة المفتوحة (الفوركس) بثلاثة أشياء:
- يحدد أسعار العرض والطلب لزوج عملات معين
- يلتزم بقبول الصفقات بهذه الأسعار ضمن قيود معينة
- يأخذ ناتج التعرض الى السوق إلى دفتره
ما هي القيود المذكورة في النقطة الثانية أعلاه؟
في الأساس، قد يكون عرض الأسعار جيداً فقط عند حد أدنى أو أقصى معين، و سيكون السعر جيداً فقط إذا تم التعامل معه في الوقت المناسب. النقطة الثالثة تؤكد أن صانع السوق (هوامير البورصة) هو الطرف المقابل في صفقات الفوركس. و بعبارة أخرى، فهم لا يطابقون الصفقة مع طرف آخر، بالطريقة التي سوف يفعلها الوسيط.
فيما يتعلق بوضع هذا التعرض في دفتره، قد يختار هوامير البورصة فيما بعد التحوط من التعرض لبنك آخر، إذا كان بإمكانه الحصول على سعر مناسب. ما مدى سرعة حدوث ذلك، و مقدار المخاطرة التي سيتحملونها سيكون حسب تقديرهم الخاص.
إحدى الطرق التي يحقق بها صانع السوق الربح هي رؤية الأعمال ثنائية الاتجاه. إذا رأوا تدفقاً كافياً على جانبي عرض الأسعار الخاص بهم، فيمكنهم ببساطة جمع فرق العرض و الطلب، و سداد تعرضهم للسوق. الآن، ترى البنوك الكبيرة تدفقات هائلة من معاملات العملات الأجنبية من عملياتها في جميع أنحاء العالم.
ولهذا السبب، يمكنهم تحقيق ربح كبير ببساطة عن طريق جمع هذا الفارق يوماً بعد يوم. يمكنهم القيام بذلك إما عن طريق التبادل مع بنك آخر، أو عن طريق التسعير وفقاً لجذب التداولات في إتجاه معين.
كيف يحدد هوامير البورصة المفتوحة أسعارهم؟
تجار البنوك يزعمون عدداً من المخاوف عند تحديد أسعارهم.
و تشمل هذه:
- الأسعار السائدة يجري إقتباسها في مكان آخر
- تعرضهم الخاص – ما هي المراكز/الصفقات التي لديهم بالفعل في دفترهم
- وجهة نظرهم حول الأداء المستقبلي لزوج العملات
- الأحجام المتوفرة بسعر السوق السائد، و حجم الصفقة التي يقتبسون لها
أسعار التجزئة خارج ساحات هوامير البورصة
تشكل التداولات بين هوامير البورصة مثل البنوك الكبيرة جوهر سوق العملات الأجنبية من حيث الحجم. هناك ما هو أكثر من ذلك: التزام البنوك المستمر بشراء و بيع العملات هو عمود الأساس في جميع الأسعار في سوق العملات الأجنبية. على الرغم من الكميات الضخمة التي تمر عبر سوق ما بين البنوك، فإن قسماً كبيراً من المشاركين في الفوركس ليس لديهم إمكانية الوصول المباشر.
لماذا هذا السوق حصري لدى هوامير البورصة؟
إن أحد أسس سوق ما بين البنوك هو العلاقات الائتمانية/الإقتراضية التي تربط أكبر البنوك ببعضها البعض. تقوم البنوك بشراء و بيع العملات بين بعضها البعض على هذا الأساس الائتماني وحده. عدا على ذلك، تلك الصفقات في سوق ما بين البنوك عادة ما تكون كبيرة للغاية.
تجمع هذه الجوانب يمنع معظم اللاعبين من الوصول مباشرة إلى سوق ما بين البنوك. في الواقع، كان هناك وقت كانت فيه سوق العملات الأجنبية بشكل عام حصرية ما بين البنوك و المؤسسات و الأثرياء. لقد تغير كل ذلك الآن بالطبع.
يمكن لعملاء التجزئة الآن الوصول بسهولة إلى سوق الفوركس. يفعلون ذلك عبر وسطاء الفوركس و عقود الفروقات الذين يستفيدون بشكل مباشر أو غير مباشر من الأسعار التي تقدمها البنوك الكبيرة لهم. و قد ساعد هذا الاتجاه من خلال التحسينات في التكنولوجيا. أدى التقدم في هذه المجالات إلى مجموعة متنوعة من منصات التداول الإلكترونية الممتازة.